كلمــة مــن ذهــب

"الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً." >> نيلسون مانديلا مناضل سياسي وأول رئيس لجنوب أفريقيا بعد انتهاء التمييز العنصري

الاثنين، ١٢ أبريل ٢٠١٠

الزقـــاق

يعدو بسرعة في زقاق ضيق بين بيوت وأبنيه كبيرة يجدها سرمدية لا يمكن حصرها من خلال نظرات , لا مكان لفتحات صغيرة يمكن للمرء الاختباء بها أو تحصين نفسه ولو لبرهةٍ من الذي يدنو منه , يتذكر الذي خلفه فتزداد رجلاه انطلاقاً لريح .

عباءةٌ سوداء كبيرة تدخل خلفه إلي الزقاق مؤدي إلي ألا نهاية , تقترب منه هذه العباءة لتلثمه إلي الأبد فلا يستطيع بعدها أن يتحرك , فما سبب هذا الهلع من هذه القطعة ؟! يتذكر ما جرى لصديقه في الأسبوع الماضي عندما كان يهرول في زقاقاً أخر فتوقف من شدة التعب فأحاطته وأصبحت تنهش من جسده إلي أن قطعته إرباً إربا , يستذكر بحسره وبألم ما حدث لشقيقه عندما تعثر في نفس هذا الزقاق فتناولته دون رحمة هذه العباءة , تذكرهم فكانت ذكرياتهم قاسية عليه من ما جعله يزداد عدواً فأصبح وكأنه يطير .

الزقاق يضيق عليه كلما تقدم إلي الأمام وكأنه يخنقه رويداً رويدا تضيق به السبل لا أمل له ألا أن يتابع عدوه بسرعة أكبر حتى يخرج من المأزق الذي وضع به كل أهل قريته دون استثناء , فطريقه ليس معبداً وعليه الحذر من التعثر والوقوع و ألا أصابه ما أصاب شقيقه وصديقه , يندهش من قدرته على الركض بهذه الطريقة دون كللاً أو ملل , طالت المدة وهو بنفس القدرة التي بدأ بها بل ازدادت إصراراً على النهاية .

لاح له قرب النهاية أنها الخطوات الأخيرة لفكاك رقبته من تلك العباءة السوداء التي اجتاحت قريته الصغيرة حتى أصبح الخوف من هذه القطعة السوداء يتملكهم , يقض مضاجعهم .

...

المخترع للجموع : هذا هو أخر ما توصلت إليه من ابتكاراتي يمكنكم الآن متابعة أحلامكم بهدوء بعد أن تستيقظوا .